التوحد في يومه العالمي.. التدخل المبكر ينقذ الأطفال ويدمجهم في المجتمع
تحت شعار «تمكين أصوات التوحد»، و بهدف زيادة الفهم والقبول والدعم للأفراد المصابين بالتوحد، يحتفي العالم اليوم الثلاثاء الثاني من أبريل، بـ«اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد».
والتوحد هو اضطراب في النمو، يظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويمكن الاستدلال عليه، من خلال بعض الملاحظات التي تظهر على الأطفال الصغار، وأهمها، الميل للوحدة وعدم التواصل مع الآخرين، مع عدم الاستجابة للنداء عليهم، والاعتماد بشكل كلي على الإيماءات والإشارات والتلويح، وعدم استخدام الكلمات في التواصل مع الآخرين، عدا عن المعاناة من الحساسية تجاه بعض الأشياء والأصوات والروائح، فضلاً عن ردة فعل غير متوقعة عند محاولة تغيير روتينهم، ولا يعنيهم اللهو واللعب بالأشياء غير المحسوسة أو التي تتطلب التفكير واستخدام العقل.
وتقدر منظمة الصحة العالمية، إصابة طفل من بين كل 100 طفل، حول العالم، باضطراب طيف التوحد، حيث تدعو المنظمة العالمية بضرورة التدخل المبكر لعلاج حالات التوحد لدى الأطفال، مما ينتج عنها نتائج مرضية لمعظم الحالات المرضية.
تقول مديرة مركز كليفلاند كلينك لأطفال التوحد في كليفلاند كلينك، وأستاذة طب الأطفال، الدكتورة سنثيا جونسون، إنه يمكن للعائلات أن تكون عاملاً حاسماً في مساعدة الأطفال على تعلم المهارات المناسبة تنموياً وتعزيز استقلاليتهم وتوظيف قدراتهم، حتى يصبحوا أفراداً عاديين في المجتمع، وقادرين على الاندماج بسهولة.
وتؤكد الدكتورة جونسون، أن التدخل المبكر في علاج التوحد عند الأطفال الصغار، يزيد إمكانية تحقيق نتائج أفضل، لذلك يجب على جميع الأهالي التنبّه للمؤشرات الأولية للمرض. وتشرح: «هناك مكونان رئيسيان لاضطراب طيف التوحد، مع إمكانية التشخيص في مراحل مبكرة جداً تصل إلى العام الأول من عمر الطفل. ويتمثل المكون الأول بالعجز عن التواصل و/أو العجز عن استخدام التواصل على الصعيد الاجتماعي، كأن يكون الطفل غير قادر على إجراء تواصل بصري واستخدام الإشارات غير اللفظية مثل الإشارة باليد أو التلويح، ويتمثل الثاني في ظهور السلوكيات المقيدة أو المتكررة».
ومن هذا الجانب، يتضح أنه من الضروري جداً والهام، تنبه الأهالي إلى أطفالهم في سن ما قبل المدرسة، إلى تأخر الكلام والتطور غير الطبيعي في مهارات التواصل. حيث يمكن أن تشمل الأعراض المحتملة: عدم استخدام الإيماءات، أو الكلام أو العبارات المتكررة، والتقليد المحدود لأفعال الآخرين وعواطفهم، واللعب غير التقليدي والمتكرر والمقيد، والانخراط في حركات متكررة، مثل: رفرفة اليد أو نقر الأصابع، أو الحساسية المفرطة للصوت.
وتبين الدكتورة جونسون، أنه كلما تمكنا من التعرف على أعراض اضطراب طيف التوحد في وقت مبكر، كلما تمكنا من معالجة هذه الاختلافات بين هؤلاء الأطفال بشكل أسرع، والمساعدة في تجنب سلسلة من الاضطرابات التي قد تحدث في مرحلة النمو المبكر.