يعد المهندس أحمد أحمد السويدي «41 عاماً» من أبرز رجال الأعمال الشبان الذين ارتبط اسمهم في الفترة الأخيرة بصناعة الكابلات في مصر والتي شهدت تطوراً ملحوظاً منذ الثمانينات حتى الآن، ولعل السبب في هذه الانطلاقة التي شهدتها مجموعة السويدي والتي بدأت نشاطها منذ 50 عاماً في مصر ليظهر اسمها الآن في دول عربية وأوروبية كعلامة في صناعة الكابلات الكهربائية والتلفزيونية والاضاءة.. إن هذا الشاب ذا الـ41 عاماً كان حلمه منذ أن كان طالباً بالثانوية العامة أن يعمل مهندساً للكهرباء ليكون بجوار والده الحاج أحمد السويدي الذي وضع اللبنة لهذه الانطلاقة القوية.
الحياة العلمية لأحمد السويدي
أحمد السويدي خريج كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1987.. «أنا لا أحلم بطموح سياسي على الاطلاق ولم أفكر يوماً ما أن أكون عضواً بالبرلمان المصري مثلما يفعل الكثيرون من رجال الأعمال، فالتفكير في السياسة والانتخابات ليس من أهدافي الحالية ولا المستقبلية رغم أن قسماً من عائلة السويدي يمارسون السياسة منذ فترة طويلة وهم أعضاء بالبرلمان ومنهم عمي زكي السويدي وابن عمي طلعت السويدي، ولكن جل تفكيري والشغل الشاغل لي ولأشقائي هو كيفية الوصول إلى رقم قياسي لأعمال الشركة خارج مصر وبالذات السوق الأوروبي الذي يعاني حالياً من تعثر في صناعة الكابلات.
التحق مهندس الكهرباء احمد السويدي بعد تخرجه من جامعة القاهرة بشركة السويدي اليكتريك عام 1986 وهو العام الذي يعد البداية الحقيقة للشركة في مجال التصنيع حيث بدأت بصناعة الاسلاك والكابلات الكهربائية ومنذ ذلك الحين تدرج السويدي بالشركة تحت رعاية ابيه الذي لاحظ حبه وشغفه لهذا المجال حتي وصل الي منصب الرئيس التنفيذي عام 1997 وقد بدأت الشركة منذ هذا العام بافتتاح مصنع جديد سنويا حيث افتتح مصنع للمحولات ومصنع للكابلات الخاصة ومصنع للبلاستيك ومصنع للنحاس
ويعد عام 2000 نقطة تحول مهمة في تاريخ السويدي حيث قاد الشركة نحو مرحلة اخري خلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي عصفت بالبلاد اذ صدرت منتجاتها الي سوريا وليبيا ولبنان والسودان لتبدأ مرحلة توسعات الشركة في الاسواق الخارجية واكتشاف قدرات مختلفة علي النمو
وفي السياق ذاته يشغل صادق السويدي منصب رئيس مجلس الادارة غير التنفيذي في الشركة الي جانب اخيه محمد عضو مجلس الادارة ويسهم في ادارة الشركة بحيث يتولي قطاع الكابلات الخاصة وبعض القطاعات الاخري ايضا
كذلك تصنع الشركة منتجاتها في اكثر من 30 دولة في افريقيا واوروبا ومنطقة الخليج بعدد موظفين بلغ 12 الف موظف وبعد الطفرة الملحوظة لاداء الشركة في الاعوام القليلة الماضية وبلوغ ايراداتها وصافي ارباحها اعلي المستويات تاريخيا يختبر احمد السويدي اليوم الاستراتيجية التي امن بها لقيادة السويدي اليكتريك نحو افاق جديدة من النمو
النشاط التجاري
يركز أحمد السويدي نشاطه داخل مجموعة السويدي على نشاط الكابلات، إذ يحتل منصب نائب رئيس مجلس الادارة لشؤون الكابلات ويقود في هذا الاطار 7 شركات من أبرز شركات المجموعة التي تتجاوز الـ12 شركة وهي العربية للكابلات والسويدي الكتريك للمقاولات وجياد السويدي للكابلات والسودان رانفورمس والشام للكابلات بسورية وايجيبتك للكابلات والعربية للكابلات في حين يتولى شقيقه الأكبر صادق السويدي 3 شركات وهي السويدي للصناعات الحديدية والسويدي للاضاءة والشركة العربية للمقاولات المتخصصة (استك) بينما يتولى شقيقه محمد السويدي الذي يصغره بعشر سنوات مسؤولية ادارة الشركة المتحدة للصناعات.
وتنتقل قمة ادارة المجموعة إلى الوالد أحمد السويدي الذي وضع لبنة المجموعة منذ 50 عاماً حيث بدأت نشاطها في تجارة الأدوات الكهربائية تحت اسم «السويدي لتجارة الأدوات الكهربائية» وانتقل نشاطها إلى الصناعة في عام 1980 بتأسيس أول مصنع للكابلات ليبدأ نشاطه عام 1987 تحت اسم «الشركة العربية للكابلات».
يتحدث أحمد السويدي عن طريقة الادارة في المجموعة فيقول «كل شركة من شركات المجموعة لها مدير عام وادارة خاصة بها ونقوم أنا وأشقائي بوضع خطط التوسع والتسويق لعامين مقبلين ونتناقش بشأنها سوياً في كيفية تطبيقها وتنفيذها شهرياً وكل ذلك يتم بوجود الوالد الذي منحنا الخبرة في النهوض بالمجموعة وتطويرها لأنه كان ومايزال يختار أفضل المعدات ويطبق أحدث أساليب التقنية لتطوير المجموعة سنة بعد أخرى ونستعين بالوالد في أحيان كثيرة في قرارات مصيرية خاصة بالمجموعة».
وتنتج شركات السويدي الآن نوعاً متقدماً في صناعة الكابلات وأصبحت مصر من البلاد الرائدة في هذه الصناعة بكافة جهودها المختلفة المنخفض و220.66 كيلوفولت والنوع الأخير نصنع 70% منه محلياً والباقي خامات نستوردها من الصين وألمانيا، لأن هذا النوع لا تنتجه أية دولة 100%.. ولذلك تجاوز حجم أعمالنا إلى مليار ونصف المليار حالياً بفضل القاعدة الصناعية التي وضعناها في مصر وخارج مصر».
وقد انطلقت شركات السويدي في دول الخليج وبالذات في قطر والامارات واليمن وسورية والبحرين وفي السوق الأفريقي بالذات في السودان، إذ بلغ حجم الاستثمارات بالسودان وحده أكثر من 50 مليون دولار أنشأنا بها 4 مصانع للكابلات والمحولات وأعمدة الإنارة وكل ذلك بفضل السياسة التسويقية التي وضعناها وننفذها بدقة وكذلك خطة التوسع للخمس سنوات المقبلة والتي تستهدف الوصول إلى حجم أعمال خارج مصر يصل إلى 60% من أعمالنا في الداخل رغم أن مشكلة التمويل تسبب عقبة، ولكننا نتغلب عليها بالعمل في الدول التي تحصل على منح أو قروض بين البنك الدولي مثلاً وخاصة السوق الأفريقي، ولكن تقابل هذه المشكلة ميزة هي أن سعر الكيلووات في هذه الدول غال جداً إذ يصل في السودان إلى 20 سنتاً في حين لا يتعدى سنتاً واحداً من مصر».
وويواجه السويدي منافسة قوية جداً في الخارج رغم ان المنتج الذي نصنعه سواء كابلات أو محطات محولات قريب من المنتج العالمي، ومعظم منتجاتنا معتمدة عالمياً وكذلك أسعارنا تناسب الأسعار العالمية، ولكننا نواجه منافسة قوية وبعض الأحيان صعوبة خاصة في الأسعار لأن هذه الدول تعطي لشركاتها مميزات ودعما ماليا للتوسع في التصدير، ولكننا بفضل الله تمكنا من الصمود ولدينا خطة التوسع في الفترة المقبلة، ويكفي أن لدينا الآن 5 فروع خارج مصر في غانا والسودان وسورية وقطر والجزائر ووكالة قوية في انجلترا، ونقوم بفتح وكالة في رومانيا وعدد من الدول الأوروبية خلال الفترة المقبلة
ويتابع: أوروبا الآن تواجه مشكلة في صناعة الكابلات لأن معظم الشركات الكبيرة اغلقت أبوابها، ولذلك نحاول أن نعوض النقص وندخل السوق الأوروبي بقوة وهذا حلم لي وللمجموعة.
ورغم وصول أحمد السويدي ومجموعته وشركاته إلى مرتبة متقدمة في مصر، إلا أنه يقول إنه مازال لديه طموح في التوسع والنهوض بهذه الصناعة أكثر من ذلك، ويسنده في ذلك أشقاؤه وتماسك أسرته وكذلك مراكز التدريب المنتشرة بمصانع الشركة
ضمن ملف شامل عن شركة السويدي اليكتريك بعد تصنيفها ضمن اقوي 100 شركة عربية خلال عام 2018 تصدرت صورة رجل الاعمال المصري المتواضع احمد السويدي غلاف مجلة فوربس وقد اجرت المجلة حوارا نشرنا بعض من مقتطفاته امس وخلال الحوار اشارت الي بعض ملامح شخصية المهندس احمد السويدي حيث اوضحت المجلة العالمية انه يؤمن السويدي باهمية التعليم ودوره في تحريك عجلة النمو الاقتصادي نحو المزيد من التقدم وهذا ما دفعه لاتخاذ قرار الاستثمار في التعليم من خلال انشاء اكاديمية السويدي للتعليم الفني التي تقدم برامجها التعليمية للمرحلة الثانوية بنظام 3 اعوام وقد اعتمد فيها السويدي علي استيراد الانظمة التعليمية والمدرسين من المانيا لتقدم الاكاديمية خدماتها من خلال مدرستين فنيتين سعة كلا منهما 500 طالب انشئتا بجوار المناطق الصناعية ووفقا لنظام التدريس ،يدرس الطالب 4 ايام اسبوعيا في مصانع الشركة ويومين في الاكاديمية
ويقول المهندس احمد السويدي “المنتج النهائي لهذا النظام فاق توقعاتي وهذا يعد الانجاز الاكبر في حياتي”